كرانفيلد التي أحببت
31/01/2020
![Screenshot 2020-01-31 at 12.07.21](https://blogs.cranfield.ac.uk/wp-content/uploads/2020/01/Screenshot-2020-01-31-at-12.07.21-1.png)
كطالب يحمل البكالوريوس في الهندسة الكيميائية الحيوية، كنت أبحث عن جامعة توفر برنامج يجمع بين الهندسة والإدارة. اخترت جامعة كرانفيلد لدراسة الماجستير في هندسة وإدارة أنظمة التصنيع، وبالرغم من تخوفي في البداية إلا أن كرانفيلد كانت الخيار الأمثل! بعد أن قررت أن أبدأ رحلتي في كرانفيلد، قمت بالتواصل مع مدير تطوير الأعمال في الجامعة من خلال الرابط الخاص بالمملكة العربية السعودية، الذي قام مشكوراً بالإجابة عن جميع استفساراتي ومساعدتي في التقديم خطوة خطوة. وقام أيضاً بتنسيق مكالمة مع أحد سفراء الطلبة ليخبرني عن تجربته هناك في كرانفيلد والإجابة عن أية استفسارات وتزويدي بكافة المعلومات عن الجامعة وطبيعة العيش فيها، التي من شأنها تسهيل عملية وصولي وتأقلمي في البيئة الدراسية، خصوصاً للطلبة القادمين من الشرق الأوسط.
![](https://blogs.cranfield.ac.uk/wp-content/uploads/2020/01/Screenshot-2020-01-31-at-12.07.14.png)
على المستوى الأكاديمي، تتميز جامعة كرانفيلد بنظام تعليمي فريد من نوعه ومختلف عن الجامعات الأخرى; والجدير بالذكر أن جميع برامج الجامعة للدراسات العليا فقط، وهذا ما يميزها عن معظم الجامعات الأخرى. ورغم صعوبة البدايات، إلا أن حجم المردود في النهاية يستحق التعب والتضحية في البداية. على سبيل المثال، كل مادة تدرس خلال أسبوع كامل (الإثنين-الجمعة) وبدوام يومي كامل من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، ومن ثم راحة في الأسبوع التالي وهكذا، حتى تنتهي من جميع المواد. على الرغم من عدم تقبلي لذلك النظام في البداية، لم ألبث فترة قصيرة حتى تأقلمت تماماً. خلال دراسة المواد، الأمر لا يقتصر على الجلوس والاستماع إلى المحاضر، بل يتخلله ورش عمل وتمارين تساعد الطالب على اكتساب وتطوير المهارات التي من شأنها أن تصقل الطالب وتعده للحياة المهنية بعد الانتهاء من دراسة جميع المواد، تبدأ مهمة العمل على مشروع برفقة زملاء آخرين (Group Project) ، والذي يستغرق قرابة ثلاثة أشهر. شخصياً، استمتعت كثيرا بذلك العمل على وجه الخصوص، حيث كان فريقي يتكون من أربعة أعضاء من جنسيات مختلفة، والمشرف علينا كان من جنسية مختلفة أيضاً. المشروع لم يقتصر على الفائدة الأكاديمية فقط، بل تنوع أعضاء الفريق الثقافي والعرقي ساعد على توسيع مداركي على المستوى الشخصي. روح الفريق الواحد والتناغم بين الأعضاء والمشرف الأكاديمي، والذي هو من أعظم الشخصيات التي قابلتها وتشرفت بالعمل معها طوال حياتي، ساعدتني على اكتساب وتطوير مهارات التواصل والعمل كجزء من الفريق. وأخيراً وليس آخراً، ينتهي البرنامج بالعمل على تسليم بحث التخرج أو ما يسمى أيضا رسالة الماجستير. في البداية لم أكن متحمساً جداً لموضوع البحث، حيث لم يكن خياري الأول. في كرانفيلد، يتم طرح مواضيع بحثية للاختيار منها ومن ثم يتم تكليف الطلاب باتباع إجراء أو طريقة معينة، أي أن الطالب لا يضمن دائماً حصوله على خياره الأول، ولكن سرعان ما بدأت بالانجذاب للموضوع بعد فترة وجيزة من البحث والقراءة، وبمساعدة وتوجيه من مشرفتي المتمكنة التي ذللت كل الصعاب حتى سلكت الطريق الذي ساعدني على اكتساب خلفية جيدة عن الموضوع، وبالتالي البحث بعمق والعمل بشغف حتى انتهيت بتسليم البحث ولله الحمد واجتياز كل المتطلبات. على الجانب الآخر، جامعة كرانفيلد لا تقتصر فقط على الحياة الأكاديمية، بل يوجد العديد من الأنشطة والأندية لجميع الفئات والأطياف والأديان، رياضية ودينية وثقافية. على سبيل المثال لا الحصر، ارتحت كثيراً كمسلم لوجود مسجد في حرم الجامعة لأداء الصلاة و إحياء المناسبات الدينية التي من شأنها أن تساعد الطالب على الشعور بأريحية خارج النطاق الأكاديمي، فالأنشطة الاجتماعية مهمة جداً للخروج من الضغوطات المحيطة بالطالب. وهنا لا أنسى الدور الكبير الذي يقوم به النادي السعودي في جامعة كرانفيلد من خلال تنظيم اجتماعات دورية وأنشطة ترفيهية للطلبة السعوديين. ومن الأشياء التي أقدرها في كرانفيلد، الفرص المهنية التي تقدمها للطلاب من خلال إحضارها لشركات عالمية لتقديم العروض أو ورش العمل، أو من خلال استقدام بعض الشخصيات القيادية لعرض تجاربهم. وتلك فرص تتيح للطالب التواصل مع الشركات أو الأشخاص رفيعي المستوي لتبادل الخبرات والتجارب.
![](https://blogs.cranfield.ac.uk/wp-content/uploads/2020/01/Screenshot-2020-01-31-at-12.07.09.png)
في الختام، الكلمات لا تفي لوصف شعوري تجاه هذه الجامعة، ودائماً ما أقارن نفسي قبل وبعد انضمامي لكرانفيلد، لأجدني تطورت وتحسنت كثيراً على المستوى الأكاديمي والشخصي والمهني، ولعل شهادتي الآن مجروحة في هذه الجامعة وموظفيها الذين قدموا لي ولكل الطلاب الكثير. وسأظل دائما أرشح كرانفيلد لطلاب المستقبل، ولكن يجب عليهم التحلي بالصبر ، بالإضافة إلى العمل الجاد والمثابرة.
هذا والله ولي التوفيق..
Categories & Tags:
Leave a comment on this post:
You might also like…
Keren Tuv: My Cranfield experience studying Renewable Energy
Hello, my name is Keren, I am from London, UK, and I am studying Renewable Energy MSc. My journey to discovering Cranfield University began when I first decided to return to academia to pursue ...
3D Metal Manufacturing in space: A look into the future
David Rico Sierra, Research Fellow in Additive Manufacturing, was recently involved in an exciting project to manufacture parts using 3D printers in space. Here he reflects on his time working with Airbus in Toulouse… ...
A Legacy of Courage: From India to Britain, Three Generations Find Their Home
My story begins with my grandfather, who plucked up the courage to travel aboard at the age of 22 and start a new life in the UK. I don’t think he would have thought that ...
Cranfield to JLR: mastering mechatronics for a dream career
My name is Jerin Tom, and in 2023 I graduated from Cranfield with an MSc in Automotive Mechatronics. Originally from India, I've always been fascinated by the world of automobiles. Why Cranfield and the ...
Bringing the vision of advanced air mobility closer to reality
Experts at Cranfield University led by Professor Antonios Tsourdos, Head of the Autonomous and Cyber-Physical Systems Centre, are part of the Air Mobility Ecosystem Consortium (AMEC), which aims to demonstrate the commercial and operational ...
Using grey literature in your research: A short guide
As you research and write your thesis, you might come across, or be looking for, ‘grey literature’. This is quite simply material that is either unpublished, or published but not in a commercial form. Types ...